11 - 05 - 2025

مدينتي الفاضلة| نِعَم الفيروس تحل على جميعنا، آمين!

مدينتي الفاضلة| نِعَم الفيروس تحل على جميعنا، آمين!

تساوت الرؤوس، وجاء فيروس لم ينفع فيه علم ولا مال، عاد البشر هم ثروات الأوطان، وحكمة الحكام هي الدرع، والتكافل هو صمام الأمان.. رؤساء أقوى الدول علما واقتصادا في ورطة امام واقع مُذهل وقادم مجهول.. لذلك هدوء خطاب السيسي للشعب، واستعراضه الواثق لجاهزية التأمين والمساعدة، تواءم مع تميز مصر كأرض للأديان، وأثمرا المرجو من الرضا والاطمئنان.. توقعنا الأسوأ لمصر لسببين، ميراث تواكل وانسياق أعمى لأي سلطان، منبعه جهل الغالبية، واعتياد حكامنا على التعمية أو حجب نصف الحقيقة.. لكننا نستبشر خيرا من واقع توافر السلع التموينية وأماكن العزل، وعودة الأمن للشارع، والقرارات الاحترازية الخاصة بالطلبة والموظفين والعمال.

مع العزل أصبح التليفزيون حاضنا وقائدا! أظن أن لماسبيرو وزير اعلام! ومسؤوليته تخصيص قناة بث مباشر 24 ساعة، تنقل الحقائق مجردة من مواقع الأحداث، فهل الكاميرات صدئت أم أصابها رُهاب الخروج من الاستوديو بالكساح! مرفوض التقاط أخبار مصر من خارجها، مطلوب رصد سلبيات سلوك الشارع.. وحصد الايجابيات اليومية، من تتبع حالات التعافي، واستعراض مواقع العزل، مع فواصل تكرار سُبُل الوقاية، بلغة تتناسب وخطورة الموقف، ومضاعفة رسائل التأهيل النفسي.. على التليفزيون اغلاق برامج الكراسي، واستعراض مصائب العالم لنفرح بحالنا، ونسبح في التغييب والاستهتار! لأن الإعلامي مقاتل.

واجب التليفزيون استثمار الأزمة في مطاردة السلوكيات المرفوضة لتعديلها، ورصد حال الغافلين، واستنفار همم الأحياء لرفع القمامة في ساعات الحظر، ودفعها لتأمين صحة عامل النظافة دائما وليس مؤقتا.. لقطات حية مع موجز ذكي ستدفع المجتمع إلى تغيير سلبيات تعودها ولم تعد تزعجه، أخطرها النظافة والاستهبال وحداقة مخالفة القانون.. واجبه تجميع إيجابيات فرضها الفيروس والحظر.. مثل الدراسة والامتحان عن بعد وفي كل المحافظات، حاسما سنوات الجدل وصراع المصالح، مغلقا سناتر الدروس الخصوصية.

ومثل رصد الأمن لقنًاصة الأزمات.. يوميا تتم إزالة تعديات بناء على أراض زراعية، ومئات محاضر قضايا تموين، وورش تحت السلم وبؤر المخدرات، وهي حاليا جرائم حرب تستوجب سرعة الأحكام مع نشر الأسماء.

قرار رفع مكافآت الجيش الأبيض، أشعلت فيهم طاقة التضحية والبذل، وانتقلت العدوى للمجتمع فأشرقت روح العطاء، وعلى الإعلام استثمار العزل لإصلاح المعطوب.. انتقال الكاميرات إلى كل مستشفى حكومي ودار رعاية، وإعلان احتياجاته وطلب معاونة المتخصصين في تحديث إدارته، ستفيض بالخير.. مبان خدمات حكومية ما زالت نماذج للجحيم، استدعاء المتضررين من تخفيض العمالة، ومتطوعين من المتخصصين وطلبة الجامعات يحقق معجزات.    

ما يحدث للعالم يشبه إنذارا شديد اللهجة أن أفيقوا.. طوفان جديدا يهدر.. فيروس أرعب القلوب، جَهًل حكمة الحكماء، وأنزل المتغطرسين.. غيًر ترتيب الدول والأدوار، لكنه فتح البصائر والضمائر، فلنستثمرها وقت الحظر. 

حانت لحظة فرز وعزل كل مسئول عاجز عن المبادرة الشجاعة.. لا مكان لك في السلم ولا في الحرب.. كلنا ممتنون لجاهزية القوات المسلحة كلما مالت الأمور أو هبطت العزائم. اللهم ألهم حكامنا بحكمتك، وارفع عنا الوباء والغلاء واحفظ بلادي الجميلة.
----------------------------
بقلم: منى ثابت

مقالات اخرى للكاتب

 مدينتي الفاضلة | محاكمة القرن.. دين شنوده إيه؟!